
الرمزية في رواية
الشحاذ
تتجلى أهم الأبعاد
الرمزية في ما يلي
* المكان : يقول مصطفى التواتي" المكان في روايات محفوظ الذهنية ليس
مجرد إطار للأحداث والشخصيات إنما هو عنصر ديناميكي فاعل " وهكذا يتبين القارئ
أن المكان مساهم بدلالته الرمزية في التقدم بأحداث الرواية ويساعد على مزيد استبطان
نفسية البطل في رحلته الميتافيزيقية
** القاهرة: رمز الاختناق الاجتماعي والسياسي لذلك سينشد عمر الخلاص منها
** السجن : إذا ما نظرنا إليه من زاوية خروج عثمان منه ثم عودته إليه تبينا
أنه يمكن أن يكون رمزا للمصادرة والاغتيال وقمع لحرية الإنسان وتجريده من إنسانيته
كما يمكن أن يكون اختزالا رمزيا لمسيرة الإنسان من سجن الرحم إلى سجن القبر أو من العدم
إلى العدم
**البيت : هو عادة ما مثل سكنا للإنسان ومحل راحته النفسية والطمأنينة الأسرية
لكنه مع الشحاذ أصبح رمز الرتابة والملل والقلق ولهذا هجر البيت بما فيه من اختناق
توقا منه إلى ملجأ أكثر انعتاقا
** الصحراء: مثلت هي الأخرى الرغبة الجامحة في التحرر والانعتاق والاحساس
بالصفاء والطهر وفيها انبثق له نور عجائبي تكشف فيه الحمزاوي كالغزالي على أسرار الكون
وذاق فيها لذة النشوة الصوفية"واندفنت الشكوك والمخاوف والمتاعب وأظله يقين عجيب
يقطر منه السلام والطمأنينة"
**الحديقة ذات الأسوار : هي ملاذ عمر الأخير لكنها كانت ترمز إلى جنونه وما
أسوارها سوى الحدود التي أراد تجاوزها لكن لم يتسن له ذلك
*الزمان
الزمن الخارجي :
تبدأ الأحداث سنة 1954 وتنتهي بعد سنتين 1956 وفي أثناء هذه المدة نسترجع الماضي ونستشرف
المستقبل وقد كان الزمن إضافة إلى وظيفته الفنية ممثلة في تأطير الأحداث رمزا لفترة
من الوهن والضعف التي أصابت المجتمع المصري خاصة والعربي عامة بما فيها من خيبات ونكسات
خاصة وأن الرواية قد كتبت في 1965
الزمن الداخلي
:
* اقترن الليل بالوحشة والقلق فساعد ذلك في الكشف على مظاهر الأزمة التي
عصفت بالحمزاوي وبمعنى الحياة عنده
• اقتران الفجر بالولادة وانبعاث الحياة ساعد على تجسيد ما نشأ في ذهن البطل
ووجدانه من آمال وأحلام ورؤى لهذا العالم
• الرواية تبدا في النهار وتنتهي في الليل لتنغلق انغلاقا يطبق على البطل
فيزيد من حدة تمزقه
*الشخصيات
باستثناء الحمزاوي
لكونه شخصية محورية فإن بقية الشخصيات ليست إلا انعكاسات له يرى فيها هذا المريض نفسه
ويتبين حدود أزمته خاصة وأن الرواية الذهنيية بصفة عامة هي رواية البطل الواحد الذي
تدور في فلكه بقية الشخصيات فقط لتعكس ذاته
*عمر الحمزاوي هو رمز الإنسان العربي الذي تخلى عن مبادئ الثورة وانصرف
لحاجاته الخاصة فأثرى وازداد ثراء بعد ولكنه لم يستطع أن يتبين معنى وجوده وحياته في
ظل أزمة الثورة التي وعدت ولم تف وهو كذلك رمز الإنسان عموما في حيرته أمام الوجود
والموت وفي بحثه المتواصل عن معنى الحياة وفي بحثه المتواصل عن معنى الحياة
*مصطفى المنياوي: رمز المثقف الذي كان يتبنى مبادئ الاشتراكية ثم ارتد عنها
بدعوى أن الثورة التي قادها الضباط الأحرار وتحققت في مصر ستتكفل بضمان هذه المبادئ
وتحقيقها فانخرط في الواقع متخلصا من مبادئه إيمانا وممارسة
مندمجا في الواقع
الجديد اندماجا شديدا جعله يرتد حتى عن مفاهيمه كالفن الذي أصبح لا يرى فيه غير التهريج
والتسلية.وبهذا يكون المنياوي نسخة من الحمزاوي بل هما كما يقول مصطفى التواتي
"وجهان متكاملان للمثقف الانتهازي الذي سبق أن مثله رؤوف علوان في اللص والكلاب"
*عثمان خليل : رمز الثورة المتواصلة إيمانا وممارسة لذلك قضى في السجن
20 سنة ثم خرج منه ليعود إليه من جديد
*حامد صبري :رمز الاعتدال والعلم والعمل والتصالح مع الواقع وكأنه يردد
في نفسه "خذ الحياة كما جاءتك مبتسما".وهو رمز تواصل الماضي والحاضر والمستقبل
حيث يذكر الشحاذ بماضيه الدراسي والسياسي والشعري ويدعوه إلى التفاؤل قائلا" فلتحب
المستقبل"
*بثينة : اسمها شاعري وقد كانت رمز التقاء العلم والفن الشعري وذلك من خلال
دراستها العلمية وميولاتها الشعرية ولعل زواجها من عثمان خليل يمثل التقاء العلم والفن
والثورة مجسدا في الجنين الذي حملته من عثمان .
*زينب : رمز المرأة المصرية البوجوازية التي ترى السعادة في الأسرة والعناية
بها وهي أيضا رمز التوجه المادي من خلال اعتبار الحمزاوي لها رمز المطبخ والبنك .ولكنها
تبقى بالنسبة للقارئ رمز الرصانة والحلم والحب الصادق والحلم والصبر على المكروه.
*سمير : بولادته عاد عمر الحمزاوي إلى أسرته وإن كانت عودة وقتية فهو بذلك
يمثل الامل والعودة إلى دنيا النتس عودة أولى قصيرة وأخرى نهائية في ختام الرواية
*وردة و مارغريت ومنى: رموز للطبقة التي تعيش على هامش المجتمع في الظاهر
ولكنها تمثل في النهاية قبلة العديد من المثقفين والأثرياء وأن كل إلا واردها وثم تاركه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق