
المزيانة نت | الحامة المزيانة | إعتداد أهالي الحامة بني زيد بأنفسهم , جعلهم يستقلون بالحكم أحيانا خصوصا عندما
يشعرون بضعف الدولة المركزية . ففي عهد حمودة باشا المرادي 1045 هجري اي في بداية
القرن الحادي عشر هجري ثار أهالي الحامة على الحكم و تمردوا و استقلوا بالسلطة
لمدة سبع سنوات لكن قوات الجيش الحكومي هاجمتهم بجيش كبير و قضت على الثورة.
يقول صاحب كتاب المؤنس ما يلي :
" و نصب عليها المدافع و قطع
نخلها حتى فتحها فقتل رجالها و سبى نسائها و نهب أموالها..." و قد حاولت
الحامة الاستقلال مرة أخرى عن الحكم المركزي و الجهوي في أواخر القرن الثاني عشر و
ذلك عندما دب خلاف بين ابني حمودة باشا محمد و علي و لما تغلب محمد على أخيه علي
هاجم الحامة و قضى على الثورة و قد تناول هذا الموضوع صاحب كتاب التاريخ الباشي
صفحة 262-263.
و في الواقع ان محاولة الاستقلال بالسلطة في منطقة الحامة ليس بالغريب في
تاريخهم فهم الموصوفون بالشجاعة و القوة و الأنفة و بحب الاستقلال فقد ساندوا غومة
المحمودي الثائر على دولته في طرابلس و اللاجئ الى قبيلة المحاميد من أبناء عمومته
بقبلي و ذلك سنة 1273 هـ. كما انهم حاولوا اعلان العصيان في عهد الحفصيين عن طريق
جماعة من قبيلة "وشاح" العربية و تواصلت هذه الروح الاستقلالية و
المناصرة لكل داع لها بالحماية .
ففي سنة 1914 شارك أهالي الحامة في ثورة الذي كادت تعصف بالسلطة الفرنسية
بتونس لولا الخيانات و الوشايات فقضي على الثورة
في المهد و ألقي القبض على الجماعة ووقع الانتقام منهم فتواصلت هذه الروح
الثورية فبرز المجاهد الأكبر "محمد الدغباجي" الذي فر من الجندية
الفرنسية و شارك في الكفاح على الحدود التونسية الليبية. كما شارك إخوانه اللبيين
في الكفاح ضد الاستعمار الايطالي. الا انه قبض عليه بالحيلة من طرف الايطاليين
بليبيا و سلم للسلطة الفرنسية بتونس و اعدم في بلدة الحامة سوق البلدة سنة 1923. و
برز بعده المكافح النقابي "محمد علي الحامي" الذي برز بعد تشبعه بالعلم
في ألمانيا و بالأفكار النقابية التي أراد ان يبثها في بلاده لكن صدمته المعارضة
الفرنسية و توفي في المنفى كما برز المصلح الاجتماعي "الطاهر حداد"
بأفكاره الاجتماعية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق