
كرة القدم كل شيء
في حياته بل هي حلمه الأول، إذ نام على وسادة أحلامه منتظرا أن يبتسم له المستقبل ويصبح
لاعبا يشار إليه بالبنان.
مهدي علي ابن الـ13
ربيعا شاب عراقي من البصرة، موهبة كروية فذة منذ الصغر، مارس الكرة في منطقته وحواريها،
إلا أنه لم يكن يتوقع أن يكتب له القدر مصيره اليوم.
لم يكن يعلم مهدي
وعائلته أن التيار الكهربائي سيحول دون تحقيق حلم الصغر، إذ تسببت صعقة كهربائية ببتر
ذراعيه إثر عملية جراحية، ورغم أن رب الأسرة ضحى ببيته وسيارته من أجل معالجة ابنه
الموهوب لكن كل ما صرفه من أموال لم يكف لإنقاذ ذراعي مهدي من البتر.
يقول مهدي علي إن
الحادث أثر عليه وعلى عائلته من جوانب عدة، لكن لم يرضخ لقدر الزمان، وكان يذهب إلى
الساحات فيجلس ليتابع بألم كيف يداعب أقرانه الكرة ويتمازحون ويلعبون، ودفعه هذا المشهد
إلى أن يغض النظر عما تعرض إليه ويواصل طريقه في ممارسة اللعبة.
ويروي مهدي -أو الحاج
كما يطلق عليه رفاقه- كيف بدأ بالاندماج مجددا مع أصدقائه وعاود ممارسة اللعب، ويسرد
مواقف مع رفاقه حين كانوا يتجنبون الالتحام معه خلال المباريات ويفضلون تركه حرا ليلعب
الكرة، لكنه وبمرور الأيام طلب منهم أن يتخلوا عن العاطفة ويعاملوه كأي لاعب زميل أو
خصم، وهو ما جعله يعود إلى ممارسة اللعبة بشكل اعتيادي، بل أصبح من اللاعبين الذين
يعول عليهم المدرب.
أدرك مهدي أن فقدان
ذراعيه لا بد أن يكون له بديل، عندها بدأ يغير ملابسه برجله ويأكل بها، بل ويستعمل
هاتفه النقال للاتصال والتواصل مع أصدقائه في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يمتلك صفحة
خاصة على موقع فيسبوك وأخرى عبر إنستغرام ينشر فيهما صوره في المباريات.
أحلام مهدي بسيطة،
فهو يتوق إلى ملاقاة المهاجم العراقي السابق يونس محمود ويلتقط صورة معه، كما يأمل
في أن تصل صورته إلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ولناديه المفضل ريال مدريد.
أما والده العامل
في شركة أهلية براتب شهري لا يتجاوز 500 ألف دينار عراقي (نحو 400 دولار) فيقول إنه
ضحى بكل ما يملك من أجل محاولة إنقاذ مهدي من الإعاقة ولكن الجهود لم تفلح.
تعيش أسرة مهدي اليوم
في بيت مستأجر، ويكافح الأب من أجل توفير متطلبات المعيشة لأسرته، ويتمنى أن يحصل على
إعانة تكفل لمهدي حياة كريمة، وتسمح له بمواصلة مشواره في عالم كرة القدم.
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق